والإشفاق إلى أنْ مَنَّ اللهُ علينا، [ن/ ٨١] فأمَّنَنَا ممَّا نخاف ﴿وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (٢٧)﴾ [الطور/ ٢٧]، وهذا ضدُّ حال الشقيِّ الذي كان (١) في أهله مسرورًا. فهذا كان مسرورًا مع إساءته، وهؤلاء كانوا مُشْفِقِين مع إحسانهم، فبدَّلَ الله -سبحانه- إشفاقَهم بأعظم الأمن، وبدَّلَ أمن أولئك [ك/ ٧٩] بأعظم المخاوِف. فبالله المستعان.
ثمَّ أخبر -تعالى- عن حالهم في الدنيا، وأنَّهم كانوا يعبدون الله فيها، فأوصَلَتْهُم عبادتُه وحدَهُ إلى قُرْبِه وجوَارِه، ومَحَلِّ كرامته، والذي جمع لهم ذلك كلَّه بِرَّهُ ورحمتُه؟ فإنَّه هو "اَلبَرُّ الرَّحيمُ".
فهذا هو المُقْسَمُ عليه بتلك الأقسام الخمسة في أوَّل السورة. والله أعلم.
(١) ساقط من (ك).