[كما] (١) في حديث حذيفة بن أَسِيد المذكور.
الرابع: تقديرٌ آخر بعد هذا، وهو عندما يتمُّ خَلْقُه ويُنفَخُ فيه "الرُّوح"، كما صرَّح به [الحديث] (٢) الذي قبله.
وهذا يدلُّ على سعة علم الرَّبِّ تبارك وتعالى، وإحاطته بالكُلِّيَّات والجزئيَّات. وكذلك التصوير الثاني مطابقٌ للتصوير العلمي، والثالث مطابقٌ للثاني، والرابع مطابقٌ للثالث؛ وهذا ممَّا يدلُّ على كمال قدرة الرَّبِّ سبحانه وتعالى، ومطابقة مقدوره لمعلومه، فتبارك الله رَبُّ العالمين، وأحسنُ الخالقين.
ونظير هذا التقدير الكتابةُ العامَّة قبل المخلوقات، ثُمَّ كتابة ما يكون من العام إلى العام في ليلة القدر، وكلُّ مرتبةٍ من هذه المراتب تفصيلٌ لما (٣) قبلها وتنويعٌ (٤).
وكلام رسول الله - ﷺ - يصدِّقُ بعضُه بعضًا، ويفسِّرُ بعضُه بعضًا، ويطابق الواقع في الوجود ولا يخالفه. وإنَّما يُخبر بما لا يستقلُّ الحِسُّ ولا العقل بإدراكه، لا بما يخالف الحِسَّ والعقل.
وأمَّا ما يعرفه النَّاس ويستقلُّون بإدراكه على أمرٍ عينيٍّ يتعلَّق به الإيمان، أو على حكمٍ شرعيٍّ يتعلَّق به التكليف (٥)، والله أعلم.

(١) زيادة يقتضيها السياق، وقد أضيفت "ما" بين السطور في (ز).
(٢) زيادة مهمة لفهم الكلام.
(٣) في (ك): تفصِّل ما.
(٤) من (ح) و (م)، وتصحفت في سائر النسخ إلى: ويتوقع!
(٥) كذا العبارة في سائر النسخ، وفيها تحريف أو سقط!


الصفحة التالية
Icon