هُمُ الْفَاسِقُونَ (١٩)} [الحشر: ١٩].
والعجبُ كلُّ العجب من غفلةِ من تُعَدُّ لحظاته، وتحصى عليه أَنْفَاسُهُ، ومطايا الليل والنَّهار تُسْرِع به، ولا يتفكر إلى أين يُحْمَلُ؟ ولا إلى أيِّ منزلٍ يُنْقَل؟
وكيفَ تنَامُ العَينُ وهي قَرِيرَةٌ | ولم تَدْرِ في أَيِّ المَحَلَّينِ تَنْزِلُ؟ (١) |
فلو أنَّ العاقلَ أحضَرَ ذهنه [ك/١٢٧] واستحضَرَ عقله، وسار بفكره، وأَنْعَم (٢) النَّظرَ، وتأمَّلَ الآيات = لَفَهِمَ المرادَ من إيجادِه، ولَنَظَرَتْ عينُ الراحِل إلى الطريق، ولأخَذَ المسافرُ في التزوُّدِ، والمريضُ في التداوي.
والحازِمُ يُعِدُّ [لـ] (٣) ـما يجوز أن يأتي؛ فما الظنُّ بأمر متيقَّنٍ! كما أنَّه لصِدْقِ إيمانهم، وقوَّةِ إيقانهم، وكأنَّهم يُعَاينُون الأمر، فأَضْحَت ربوعُ الإيمان من أهلها خالية، ومعالِمُهُ على عروشها خاوية.
(١) البيت لبعض العُبَّاد بدون نسبة كما في: "شعب الإيمان" للبيهقي (٣/ ٢١٣)، و "حلية الأولياء" لأبي نعيم (٩/ ٣٤٤).
(٢) في (ز): وأمعن، وفي (م): واتَّهم.
(٣) زيادة "اللام" موضحة للمعنى.
(٢) في (ز): وأمعن، وفي (م): واتَّهم.
(٣) زيادة "اللام" موضحة للمعنى.