وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧)} إلى قوله: ﴿لِلْعُسْرَى (١٠)﴾ (١) [الليل/ ٥ - ١٠].
فقد تضمَّنَ هذا الحديث الردَّ على "القَدَريَّة" و"الجَبْرِيَّة"، وإثباتَ القَدَر والشرع، وإثباتَ الكتاب الأوَّل المتضمِّنِ [ح/٢٣] لعلم الله -سبحانه- الأشياءَ قبل كونها، واثباتَ خلق الفعل الجزائي.
وهو يبطل أصول "القَدَريَّة" الذين يمنعون خَلْقَ الفعل مطلقًا، ومن أقرَّ منهم بخَلْق الفعل الجزائي دون الابتدائي = هَدَمَ أصلَهُ، ونقضَ قاعدته.
والنبيُّ - ﷺ - أخبر بمثل ما أخبر به الرَّبُّ -تعالى-: أنَّ العبد ميسَّرٌ لمَا خُلِق له (٢)؛ لا مَجْبُورٌ، فالجَبْر لفظٌ بدعيٌّ، والتيسير لفظ القرآن والسُّنَّة.
وفي الحديث دلالةٌ على أنَّ الصحابة كانوا أعلم النَّاس بأصول الدِّين، فإنَّهم تلقَّوها عن أعلم الخلق بالله -عزَّ وجلَّ- على الإطلاق، وكانوا إذا استشكلوا شيئًا سألوه عنه، وكان يجيبُهم بما يُزيل الإشكال، ويبيِّنُ الصوابَ. فهم العارفون بأصول الدِّين حقًا، لا أهلُ البدع والأهواء من المتكلِّمين ومن سلك سبيلهم.
وفي الحديث استدلالُ النبيِّ - ﷺ - على مسائل أصول الدِّين بالقرآن،
والحديث أخرجه: البخاري في "صحيحه" رقم (١٢٩٦، ٤٦٦١، ٤٦٦٦، ٥٨٦٣، ٦٢٣١، ٧١١٣)، ومسلم في "صحيحه" رقم (٢٦٤٧).
(٢) ساقط من (ن).