أو قال قدْ وقعت فصدِّق أنَّها | وقعتْ ولكن منه أحسنَ موقعِ |
ومن هذا الضرب قول الآخر:
وقَالوا قَدْ صَفَتْ مِنَّا قلوبٌ | لَقَدْ صدقُوا ولكن مِن ودادي |
وأما البيتان اللذان قبل هذا البيت وهما:
وإخوان حسبتُهم دروعًا | فكانوها ولكن للأعَادِي |
وخلِتُهُم سهامًا صائباتٍ | فكانوها ولكن في فؤداي |
قال بعض علماء البلاغة: ويمكن جعل مثلها ضربًا ثالثًا، والثاني وهو الذي لم يكن متعلقه اصطلاحيًّا نحو قوله:
لَقدْ بُهِتُوا لمَّا رَأوني شَاحِبًا... فقَالُوا بهِ عين فقلتُ: وعارضُ
أرادوا بالعين إصابة العائن، فحملهَ هو على إصابة عين المعشوق بذكر ملائمه الذي هو العارض في الأسنان التي هي كالبرد، فكأنه قال: صدقتم فإن بي عينًا، لكن بي عينها وعارضها، لا عين العائن، ووجه كون هذا الضرب من القول بالموجب ظاهر لأنه اعترف