مُحْرز (١)، عن ابن عمر، عن نبي الله - ﷺ - قال: يُدْني الله عبدَه المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كَنَفه، فيقرِّره بسيئاته يقول: هل تعرف؟ فيقول: نعم! فيقول: سترتها في الدنيا وأغفرها اليوم! ثم يظهر له حسناته فيقول: ﴿بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾ (٢) أو كما قال، وأما الكافر فإنه ينادي به على رؤوس الأشهاد " (٣).
كما نصّ ابن عطية على أن الآية محكمة، وحجته في ذلك أن الآية خبر، والأخبار لا يدخلها النسخ (٤).
القول الر اجح:
إن الآية محكمة، كما قرر ذلك ابن عاشور ومن سبقه من المفسرين بناء على القاعدة أن النسخ لا يقع في الأخبار.
أما من استدل بالحديث على نسخ هذه الآية فهو استدلال في غير محله وقد ردّ الرازي على هذا القول وضعفه من وجوه:
" أحدها: أن هذا النسخ إنما يصح لو قلنا: إنهم كانوا قبل هذا النسخ
_________
(١) صفوان بن محرز بن زياد المازني، كنيته أبو عبد الله، تابعي ثقة جليل من أهل البصرة، يروي عن أبي موسى وابن عمر، وكان من العباد اتخذ لنفسه سرباً يبكي فيه روى عنه الحسن وقتادة، ومات سنة (٧٤) في ولاية عبد الملك. (الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر، ج ٢، ص ٥٢).
(٢) سورة الحاقة، الآية (١٩).
(٣) جامع البيان / الطبري، ج ٣، ص ١٧٦.
(٤) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ١، ص ٣٩٠.


الصفحة التالية
Icon