إلحاق ثواب العمل (١).
حجة أصحاب القول الأول الذين يرون أن الآية منسوخة:
استدلوا على القول بالنسخ بقوله تعالى: " ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ﴾ (٢) حيث قالوا أُدْخِل الأبناء الجنة بصلاح الآباء، فالآية على هذا منسوخة.
قال ابن حزم: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ نسخت بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ... ﴾ فيجعل الولد الطفل يوم القيامة في ميزان أبيه ويشفع الله تعالى الآباء في الأبناء والأبناء في الآباء، ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا﴾ (٣) (٤)..
وكذلك ما روي عن ابن عباس - رضي الله عنه - قوله: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا
_________
(١) انظر المحرر الوجيز /ابن عطية، ج ٥، ص ٢٠٦، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ٢٧٦، والجامع لأحكام القرآن القرطبي، ج ١٧، ص ١١٣، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ١٦٤، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٣، ص ٢٨٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ١١٤، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٤، ص ٦٥، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٨، ص ٥٣٦، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١٦٧٤.
(٢) سورة الطور، الآية (٢١).
(٣) سورة النساء، الآية (١١).
(٤) الناسخ والمنسوخ / ابن حزم ج ١ / ص ٥٨.


الصفحة التالية
Icon