حجة من أخذ بكلا القراءتين ولم يرد قراءة الجر:
حجتهم في ذلك أن القراءتين متواترتان ولذلك يجب قبولهما.
قال مكي: " عدّ هذه القراءة بعض الناس لحناً، وليست بلحن، إنما هي مستعملة، وقد قال قطرب: إنها لغة في بني يربوع يزيدون على ياء الإضافة ياء، وأنشد هو وغيره شاهداً على ذلك:
ماض إذا ماهمَّ بالمضي................ قال لها: هل لك ياتافي (١).
وقال الألوسي في توجيه قراءة الجر: " إن الأصل بمصرخين لي فأضيف وحذفت نون الجمع للإضافة، فالتقت ياء الجمع الساكنة وياء المتكلم، والأصل فيها السكون فكسرت لالتقاء الساكنين وأدغمت.. كما ردّ الألوسي على من طعن في قراءة الجر فقال: " وقد وهموا طعناً وتقليداً فإن القراءة متواترة عن السلف والخلف فلا يجوز أن يقال فيها: إنها خطأ أو قبيحة أو رديئة " (٢).
قال ابن عاشور: " والذي يظهر لي أن هذه القراءة قرأ بها بنو يَربوع من تميم، وبنو عِجل بن لُجيم من بكر بن وائل، فقرأوا بلهجتهم أخذاً بالرخصة للقبائل أن يقرأوا القرآن بلهجاتهم وهي الرخصة التي أشار إليها قول النبي - ﷺ -: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه ".
كما تقدم في المقدمة السادسة من مقدمات هذا التفسير " (٣).
_________
(١) الكشف عن وجوه القراءات / مكي بن أبي طالب، ج ٢، ص ٢٦.
(٢) روح المعاني / الألوسي، ج ٧، ص ١٩٨.
(٣) التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ٧، ص ٢٢١.


الصفحة التالية
Icon