وممن وافق قوله قول ابن عاشور فيمن سبقه من المفسرين ابن عطية، والرازي، والقرطبي وأبو حيان، وابن كثير، والألوسي حيث ذكروا كلا القراءتين، قراءة السبعة " لا تحسبن" وقراءة حمزة وابن عامر وذكروا توجيهاً لكل منها واقتصر ابن كثير على قراءة التاء "ولا تحسبن" ولم يذكر القراءة الأخرى، وردّ الألوسي بعد أن ساق كلا القراءتين على من اعترض على قراءة حمزة (١).
وذكر الشوكاني كلا القراءتين، وساق قول النحاس في تخطئته لقراءة حمزة ولم يعلق على ذلك (٢).
في حين رجّح الطبري قراءة لا تحسبن بالتاء، وضعف القراءة بالياء (٣)
حجة أصحاب القول الأول وهم الذين يرون الأخذ بكلا القراءتين:
حجتهم في ذلك أن كلا القراءتين متواترتان حيث ذكرهما مجاهد في السبعة، والداني في التيسير، والجزري في النشر.
قال مكي: "من قرأ " لا تحسبن" أنه ظاهر النص، على الخطاب للنبي - ﷺ -، وهو الفاعل، والذين كفروا، ومعجزين مفعولا حسب" (٤).
وقال أبوعلي: "ومن قال (يحسبن) بالياء جاز أن يكون فاعل الحسبان أحد
_________
(١) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ١٩٣، التفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٤١٤، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٢، ص ٣٠٠، والبحر المحيط / أبو حيان، ج ٣، ص ١٤٣، ج ٦، ص ٤٣٢، تفسير ابن كثير، ج ١٠، ص ٢٦٩.
(٢) انظر فتح القدير / الشوكاني، ج ٤، ص ٤٨.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ١٨، ص ١٩٢.
(٤) الكشف عن وجوه القراءات السبع / أبو مكي القيسي، ج ٢، ص ١٤٣.


الصفحة التالية
Icon