شيئين: إما أن يكون قد تضمن ضميراً للنبي - ﷺ -، كأنه: لا يحسبن النبي - ﷺ - الذين كفروا معجزين، فالذين في موضع نصب بأنه المفعول الثاني، ويجوز أن يكون فاعل الحسبان: الذين كفروا أنفسهم سبقوا " (١).
وذكر الرازي لقراءة حمزة عدة أوجه:
أحدها: أن يكون معجزين في الأرض هما المفعولان، والمعنى لا يحسبن الذين كفروا أحداً يعجز الله في الأرض حتى يطمعوا هم في مثل ذلك.
وثانيها: أن يكون فيه ضمير الرسول - ﷺ - لتقدم ذكره في قوله: ﴿وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾ (٢) والمعنى: لا يحسبن الذين كفروا معجزين.
وثالثها: أن يكون الأصل ولا يحسبنهم الذين كفروا معجزين، ثم حذف الضمير الذي هو المفعول الأول (٣).
حجة أصحاب القول الثاني وهم الذين ردوا قراءة ابن عامر وحمزة:
حجتهم في ذلك ضعيفة في العربية.
قال الطبري: "وقد كان بعضهم يقول: "لا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا" بالياء، وهو مذهب ضعيف عند أهل العربية; وذلك أنّ "تَحْسَبَ" محتاج إلى منصوبين. وإذا قرئ "يَحْسَبَنَّ" لم يكن واقعا إلا على منصوب واحد، غير أني أحسب أن قائله بالياء ظنّ أنه قد عمل في "مُعْجِزِينَ" وأن منصوبه الثاني " في الأرض"، وذلك لا
_________
(١) الحجة للقراء السبعة / أبو علي الفارسي، ج ٣، ص ٢٠٥.
(٢) سورة النور، الآية (٥٤).
(٣) انظر التفسير الكبير / الرازي، ج ٨، ص ٤١٤.


الصفحة التالية
Icon