وذهب ابن كثير، والشوكاني، والقاسمي إلى أنها جملة معترضة من كلام الله تعالى (١). واحتمل أبو حيان، والألوسي كلا القولين، ولم يرجحا (٢).
حجة أصحاب القول الأول، وهم القائلون: إن هذه الجملة معترضة من كلام الله تعالى:
قال ابن عطية: " هاتان الآيتان اعتراض أثناء وصية لقمان، ويعني بذلك قوله تعالى: ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ..... ﴾، وقوله: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا.... ﴾ وقال ابن عطية: "ووجَّه الطبري ذلك بأنها من معنى كلام لقمان ومما قصده، وذلك غير متوجه لأن كون الآيتين في شأن سعد بن أبي وقاص حسب ما أذكره بعد يُضعِّفُ أن تكون مما قالها لقمان " (٣).
روى مسلم في صحيحه من طريق سماك بن حرب عن مصعب عن سعد عن أبيه أنه نزلت فيه آيات من القرآن قال: حلفت أم سعد أن لا تكلمه أبدا حتى يكفر بدينه ولا تأكل ولا تشرب قالت: زعمتَ أن الله وصاك بوالديك
_________
(١) انظر المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٣٤٨، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٤، ص ٦٥، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١١، ص ٥٣، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٤، ص ٢٣٨، ومحاسن التأويل / القاسمي، ج ٧، ص ٦١٥..
(٢) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ٧، ص ١٨٢، وروح المعاني/ الألوسي، ج ١١، ص ٨٤.
(٣) المحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٤، ص ٣٤٨.


الصفحة التالية
Icon