الشرك في الإلهية بيَّن الله أنه تعالى أسبق منَّة على عباده إذ أوصى الأبناء ببر الآباء فدخل في العموم المنة على لقمان جزاءً على رعيه لحق الله في ابتداء موعظة ابنه فالله أسبق بالإحسان إلى الذين أحسنوا برَعْي حقه " (١).
حجة أصحاب القول الثاني القائلين: إن هذه الجملة من قول لقمان:
حجتهم في ذلك أن سياق الآية يقتضيه، قال ابن عاشور: " وهذا الاحتمال أنسب بسياق الكلام...
ولا يحسن ما ذهب إليه جمع من المفسرين أن هذه الآية نزلت في قضية إسلام سعد بن أبي وقاص وامتعاض أمه، لعدم مناسبته السياق، ولأنه قد تقدم أن نظير هذه الآية في سورة العنكبوت نزل في ذلك، وأنها المناسبة لسبب النزول فإنها أخلِيت عن الأوصاف التي فيها ترقيق على الأم بخلاف هذه، ولا وجه لنزول آيتين في غرض واحد ووقت مختلف " (٢).
القول الراجح:
إن الآية معترضة من كلام الله تعالى.
قال الشوكاني: " ﴿وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ﴾ هذه التوصية بالوالدين وما بعدها إلى قوله: ﴿بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ اعتراض بين كلام لقمان لقصد التأكيد لما فيها من النهي عن الشرك بالله، وتفسير التوصية هي قوله: {أَنِ
_________
(١) التحرير والتنوير، ج ١٠، ص ١٥٦.
(٢) التحرير والتنوير، ج ١٠، ص ١٥٧.