٤ - مثال الدخان:
قال تعالى: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ﴾ (١).
اختلف المفسرون في الدخان الذي أمر الله تعالى بارتقابه على عدة أقوال:
الأول: إن هذا الدخان هو: ما أصاب قريشاً من الشدة والجوع عندما دعا عليهم النبي - ﷺ - حين لم يستجيبوا له، فأصبحوا يرون في السماء كهيئة الدخان.
الثاني: إنه الغبار الذي أثارته سنابك الخيل يوم فتح مكة.
وهذان القولان ذكرهما ابن عاشور في تفسيره، وفي ذلك يقول: " "عن الأعرج أنه الغبار الذي أثارته سنابك الخيل يوم فتح مكة فقد حجبت الغبرة السماء، وإسناد الإتيان به إلى السماء مجاز عقلي لأن السماء مكانه حين يتصاعد في جو السماء أو حين يلوح للأنظار منها.
إلى أن قال: والأصح أن هذا الدخان عُني به ما أصاب المشركين من سِنِي القحط بمكة بعد هجرة النبي - ﷺ - إلى المدينة " (٢).
وهناك قول ثالث ذكره معظم المفسرين ولم يذكره ابن عاشور وهو أنه دخان يهيج بالناس يوم القيامة يأخذ المؤمن منه كالزكمة، وينفخ الكافر حتى يخرج من كل مسمع منه (٣).
وابن عاشور في ترجيحه للقول الثاني وهو ما أصاب المشركين من سِنِي
_________
(١) سورة الدخان، الآية (١٠).
(٢) التحرير والتنوير، ج ١٢، ص ٢٨٧.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٥، ص ١٣٤، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ٦٩.


الصفحة التالية
Icon