يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ} (١) " (٢).
وقال القرطبي: وقد كشفه الله عنهم، ولو كان يوم القيامة لم يكشفه عنهم (٣).
وللألوسي كلام جميل وواضح في هذا الترجيح حيث يقول: " هذا والأظهر حمل الدخان على ما روي عن ابن مسعود أولاً؛ لأنه أنسب بالسياق، لما أنه في كفار قريش وبيان سوء حالهم مع أن في الآيات بعد ما هو أوفق به، فوجه الربط أنه سبحانه لما ذكر من حالهم مقابلتهم الرحمة بالكفران وأنهم لم ينتفعوا بالمنزل والمنزل عليه عقب بقوله تعالى شأنه: ﴿فَارْتَقِبْ يَوْمَ﴾ الخ، للدلالة على أنهم أهل العذاب والخذلان لا أهل الإكرام والغفران " (٤).
ومما يعضد هذا القول ويرجحه القاعدة الترجيحية: (إذا ثبت الحديث وكان نصاً في تفسير الآية فلا يصار إلى غيره) (٥).
قال الشنقيطي: " وفي تفسير ابن مسعود رضي الله عنه لهذه الآية الكريمة ما يدل دلالة واضحة أن ما أذيقت هذه القرية المذكورة في (سورة النحل) من
_________
(١) سورة الدخان، الآية (٩).
(٢) جامع البيان / الطبري، ج ٢٥، ص ١٣٥.
(٣) الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١٦، ص ١٢٨.
(٤) روح المعاني / الألوسي، ج ١٣، ص ١١٧.
(٥) قواعد الترجيح عند المفسرين / حسين الحربي، ج ١، ص ١٩١.


الصفحة التالية
Icon