نفوس المشركين فهو خطاب التهكم التوبيخي للنفس الكافرة لأن المؤمن لم يكن في غفلة عن الحشر والجزاء.
وابن عاشور في ترجيحه هذا اعتمد على السياق وهو يرى أن هذه الآيات والتي قبلها في المشركين ودليله على ذلك السياق. (١) وقد ذهب إلى هذا القول أبو حيان (٢).
أما جمهور المفسرين فيرون أن المخاطب في هذه الآيات عموم الإنسان المؤمن والكافر (٣).
حجة أصحاب القول الأول القائلين: إن المخاطب في هذه الآية هو النبي - ﷺ -:
ذكر الطبري حجة أصحاب هذا القول فقال: " قالوا هذا الكلام خطابا من الله لرسوله - ﷺ - أنه كان فى غفلة في الجاهلية من هذا الدين الذي بعثه به، فكشف عنه غطاءه الذي كان عليه في الجاهلية، فنفذ بصره بالإيمان وتبيَّنه حتى تقرّر ذلك عنده، فصار حادّ البصر به" (٤).
وردّ ابن عطية هذا التأويل وضعفه من وجوه:
_________
(١) انظر التحرير والتنوير، ج ١٢، ص ٣٠٨.
(٢) انظر البحر المحيط / أبو حيان، ج ٨، ص ١٢٤.
(٣) انظر جامع البيان / الطبري، ج ٢٦، ص ١٨٩، والمحرر الوجيز / ابن عطية، ج ٥، ص ١٦٢، والتفسير الكبير / الرازي، ج ١٠، ص ١٣٥، وتفسير القرآن العظيم / ابن كثير، ج ١٣، ص ١٩٠، وفتح القدير / الشوكاني، ج ٥، ص ٧٦، وروح المعاني / الألوسي، ج ١٣، ص ٣٣٤، وساق القاسمي الأقوال الواردة في الآية وذكر أن ابن جرير عول في الأولوية على هذا القول (محاسن التأويل / القاسمي، ج ٨، ص ٤٧١)، وأضواء البيان / الشنقيطي، ص ١٣٥٢.
(٤) جامع البيان / الطبري، ج ٢٦، ص ١٨٩.