وقليل منهم ذهب إلى أن المراد بهم جميع الأحزاب (١)؛ أي جميع كفار الأمم المذكورة مثل قوم نوح وعاد وفرعون.
حجة من قال: إن المراد بـ (هؤلاء) مشركو قريش:
حجتهم في ذلك: إن الغالب في اصطلاح القرآن أن (هؤلاء) المراد بها مشركو قريش كما بيّن ذلك ابن عاشور.
وكذلك من حججهم على ذلك: إن الآية في معرض الحديث عن عقابهم؛ لأن الآيات السابقة ذكرت ما حلّ بالأمم المذكورة، ثم جاءت هذه الآية لتبين أنه إذا كان هذا هو حالهم من شدة العناد والتصميم على الكفر فسيحل بهم ما حلّ بالأمم من قبلهم (٢).
قال الألوسي: " شروع في بيان عقاب كفار مكة إثر بيان عقاب إضرابهم فإن الكلام السابق مما يوجب ترقب السامع بيانه، والنظر بمعنى الانتظار، وعبر به مجازاً بجعل محقق الوقوع كأنه أمر منتظر لهم، والإشارة بهؤلاء للتحقير، والمراد بالصيحة الواحدة النفخة الثانية، أي ما ينتظر هؤلاء الكفرة الحقيرون الذين هم أمثال أولئك الطوائف المهلكة في الكفر والتكذيب شيئاً إلا النفخة الثانية التي تقوم بها الساعة قاله قتادة " (٣).
وقال ابن عاشور: " و (هؤلاء) إشارة إلى كفار قريش؛ لأن تجدد دعوتهم
_________
(١) انظر الكشاف / الزمخشري، ج ٥، ص، ٢٤٧.
(٢) انظر نظم الدرر / البقاعي، ج ٦، ص ٣٦٧.
(٣) روح المعاني / الألوسي، ج ١٢، ص ١٦٥.