وذلك بناءً على قاعدة المبحث أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى (١).
ولكنهم اختلفوا في مراد كل منهما تحديداً:
حجة من قال: إن الرحمن والرحيم يدلان على معنى واحد:
استدل أصحاب هذا القول بظاهر الحديث: " رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما" (٢).
وإليه ذهب الجويني (٣).
وقال قطرب: يجوز أن يكون جمع بينهما للتوكيد (٤).
قال أبو إسحاق: وهذا قول حسن، وفي التوكيد أعظم الفائدة، وهو كثير في كلام العرب، ويستغني عن الاستشهاد، والفائدة في ذلك ماقاله محمد بن يزيد: إنه تفضل بعد تفضل، وإنعام بعد إنعام، وتقوية لمطامع الراغبين، ووعد لا يخيب آمله (٥).
_________
(١) انظر التحرير والتنوير / ابن عاشور، ج ١، ص ١٧١.
(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك، ج ١، ص ٦٩٦، ح- ١٨٩٨.
(٣) الجويني هو عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حَيُّويَه الشيخ أبو محمد الجُوَيْنِيّ والد إمام الحَرَمَين، كان إماماً فقيهاً، بارعاً، مفسراً، نحوياً، أديباً. تفقه على أبي الطيِّب الصُّعْلوكي ١، وأبي بكر القفال، وقعد للتدريس والفتوى، وكان مجتهداً في العبادة، مهيباً بين التلامذة. صنف " التبصرة " في الفقه، و " التذكرة "، و " التفسير الكبير " و " التعليق " سمع من أبي الحسين بن بشران ٢ وجماعة، روى عنه ابنه إمام الحرمين وغيره. مات في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة. (طبقات المفسرين / السيوطي، ج ١، ص ٩).
(٤) انظر الجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ١٢١.
(٥) انظر معاني القرآن / النحاس، ج ١، ص ٥٥، والجامع لأحكام القرآن / القرطبي، ج ١، ص ١٢١.


الصفحة التالية
Icon