والبرص أبغض شيء إلى العرب، وبهم عنه نفرة عظيمة، وأسماعهم لاسمه مجاجة، فكان جديرا بأن يكنى عنه، ولا نرى أحسن ولا ألطف ولا أحز للمفاصل من كنايات القرآن وآدابه. يروى أنه كان آدم فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يعشى البصر. (بَيْضاءَ) و (آيَةً) حالان معا. و (مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)،
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجُندك وهيء لهم الغرائر واحمل كل رجلين في غرارتين اجعل معقد رؤوسها من باطنها، وقال له: إذادخلت مدينة الزباء أقمتك على باب نفقها وتخرج الرجال من الغرائر فيصيحوا بأهل المدينة، فمن قاتلهم قاتلوه، ففعل ذلك ثم ساروا، فملا قربوا تقدم قصيرٌ إليها فبشرها وأعلمها كثرة ما حمل من الثياب والطرائف، فخرجت الزباء فأبصرت الإبل تكاد قوائمها تسوخ في الأرض، فقالت: يا قصير:
ما للجمال مشيها وئيدا | أجندلاً يحملن أم حديدا؟ |
أم صرفاناً تسارزاً شديدا | أم الرجال جُثما قعودا؟ |
قوله: (أحز للمفاصل)، الأساس: وهو أصفى من المفاصل، وهو الماء الذي يقطر من بين العظمين إذا فُصلا. وتقول رب كلام بالمفصل أشد من كلام بالمقصل، وتكلم فأصاب المحز.
قوله: ((َيْضَاءُ) و (آيَةً): حالان معاً)، قال الزجاج: آية: اسمٌ في موضع الحال، أي تخرج بيضاء مبينة آية أخرى.