فدمغه، ثم قال (وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) به مما لا يجوز عليه وعلى حكمته. وقرئ: "فيدمغه" بالنصب، وهو في ضعف قوله:

سأترك منزلي لبنى تميم وألحق بالحجاز فاستريحا
وقرئ "فيدمغه".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا يكونُ إلا في الدماغ، وهو جسمٌ رخوٌ مجوف، وقيل: إنما اختير الدماغُ دون سائر البدن؛ لأن الدماغَ مجمعُ الحواسِّ، وهو مقتلٌ، يقال: دمغهُ دمغاً، أي: شجهُ حتى بلغت الشجةُ الدماغ.
قوله: ("فيدمغه" بالنصب، وهو ضعيف)، قال النحاة: لا ينتصب بإضمار "أن" بعد الكلام الموجب، لا يقال: يقومُ زيدٌ فيغضب، إلا في الضرورة، كما في قوله:
سأتركُ منزلي لبني تميمٍ وألحقُ بالحجاز فأستريحا
لأن إضمار "أنْ" إنما يجبُ إذا لم يتسق الكلامُ بإدخال الثاني تحت حُكم الأول فينصب الثاني إظهاراً لإرادة المخالفة. وفي الموجب هما متحدا الحكم، فكأن الشاعر توهم معنى غير الموجب في الأول إما بالتمني أو بالشرط فنصب بعد الفاء. ووجه ضعفه أنه ليس في جواب الستة. والعذر أن فعل المضارع كالتمني والترجي في كونهما مترقبين.
قوله: (وقرئ: "فيدمغه")، أي: بضمتين، في "المطلع": هي كما جاء في الحروف الحلقية من البابين، كطبخ وصبغ.


الصفحة التالية
Icon