بالكسر، وقرئ: "قطعت" بالتخفيف، كأنّ الله تعالى يقدّر لهم نيرانا على مقادير جثثهم تشتمل عليهم كما تقطع الثياب الملبوسة. ويجوز أن تظاهر على كل واحدٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعالى: (أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) [الفاتحة: ٧]؛ لأنه حين ذكر فريق الكفار وما أسند جزاءهم إلى الله تعالى، وحين ذكر جزاء المؤمنين أتى باسمه الجامع، وصدر الجملة بـ"إنّ"، وفصلها للاستئناف؛ ليكون أدل على التفخيم والتعظيم، وذيل الكلام بقوله: (وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنْ الْقَوْلِ).
وأما توسيط قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ) الآية، فللتفريع على اختلاف الكفرة، واستبعاده مع وجود هذه الآيات الصارفة، والخطاب بقوله: (أَلَمْ تَرَ) لكل أحدٍ لعظمه، يعني: أن الرب واحد، وكل شيء مطيعٌ له ومنقاد، وليست الخصومة والاختلاف إلا بمحض مشيئة الله وإرادته.
ويؤيدُ ما ذكرنا قول الزجاج: "إن الله يدخل الذين آمنوا: أحد الخصمين"، ومن التقسيم مع الجمع قول حسان:

قومٌ إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
شجيةٌ تلك منهم غير محدثةٍ أن الخلائق فاعلم شرها البدع
قوله: (ويجوزُ أن تُاهر على كل واحد)، النهاية: وفي الحديث: "أنه ﷺ ظاهر بين درعين يوم أحد"، أي: جمع ولبس إحداهما فوق الأخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون والتساعد، ومنه حديث علي: "أنه بارز يوم بدرٍ وظاهر"، أي: نصر وأعان.


الصفحة التالية
Icon