تملى عليه، أي: تلقى عليه من كتابه يتحفظها، لأن صورة الإلقاء على الحافظ كصورة الإلقاء على الكاتب. وعن الحسن: أنه قول الله سبحانه يكذبهم. وإنما يستقيم أن لو
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وعن الحسن أنه قول اله)، أي: ﴿اكْتَتَبَهَا﴾ قول الله عز وجل يكذبهم في نسبتهم الاكتتاب إلى رسول الله - ﷺ - بإملاء أهل الكتاب، لا قول المشركين، وأورد المصنف: "وإنما يستقيم ذلك أن لو فتحت الهمزة" في ﴿اكْتَتَبَهَا﴾ لكنها مكسورةٌ دالةٌ على أنها همزة "افتعل" ولو كانت الاستفهام لكانت مفتوحةً، وهمزة الاستفهام إنما تحذف إذا دل عليها الدليل، نحو قوله:
بسبع رمين الجمر أم بثمان
ووجه تصحيح قول الحسن أن تجعل الآية على أسلوب قول جرير:
أفرح أن أرزأ الكرام
لأنه إخبارٌ في معنى التوبيخ والتقرير، ومنه قوله تعالى في الأعراف: ﴿آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ﴾ [الأعراف: ١٢٣]، قال المصنف: إنه على الإخبار، أي: فعلتم هذا الفعل الشنيع، توبيخاً لهم وتقريعاً. وقرئ "ءآمنتم"، بحرف الاستفهام، ومعناه الإنكار والاستبعاد.
أما إفادة الخبر معنى التوبيخ والتقريع، فلأن الأصل في الإخبار الساذج خلو ذهن المخاطب عن فائدة الخبر، وإذا ألقي إليه الجملة وهو عالمٌ بفائدتها تولد بحسب قرائن الأحوال ما ناسب المقام، فالله سبحانه وتعالى ما حكى كلامهم لإعلام المخاطبين فائدته، بل للتوبيخ والتقريع، فإنهم لما قالوا: ﴿أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ قال الله تعالى حاكياً معنى