أو ممزوجة بالدنيا، فإنما بعثناك فقيراً؛ ليكون طاعة من يطيعك خالصة لوجه الله من غير طمع دنيوى. وقيل: كان أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل ومن في طبقتهم يقولون إن أسلمنا وقد أسلم قبلنا عمار وصهيب وبلال وفلان وفلان ترفعوا علينا إدلالا بالسابقة، فهو افتتان بعضهم ببعض.
[(وَقالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيراً)].
أي: لا يأملون لقاءنا بالخير لأنهم كفرة. أو لا يخافون لقاءنا بالشر. والرجاء في لغة تهامة:
الخوف، وبه فسر قوله تعالى: (لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) [نوح: ١٣]، جعلت الصيرورة إلى دار جزائه بمنزلة لقائه لو كان ملقيا. اقترحوا من الآيات أن ينزل الله عليهم الملائكة فتخبرهم بأن محمدا صادق حتى يصدقوه. أو يروا الله جهرة فيأمرهم بتصديقه واتباعه. ولا يخلو: إما أن يكونوا عالمين بأن الله لا يرسل الملائكة إلى غير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (وقيل: كان أبو جهل) عطفٌ على "لو كنت غنياً صاحب كنوز"، لأنه فتنةٌ للمشركين ونوعٌ آخر من الفتنة بسبب غناهم بسبب غناهم وفقر عمارٍ وصهيبٍ وبلالٍ ومن في طبقتهم من أصحاب الصفة.
قوله: (لا يأملون لقاءنا بالخير)، الراغب: الرجاء: ظنٌ يقتضي حصول ما فيه مسرة. وقوله تعالى: ﴿مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا﴾ [نوح: ١٣] قيل: ما لكم لا تخافون، ووجه ذلك الرجاء والخوف يتلازمان، قال تعالى: ﴿وَآَخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: ١٠٦].
قوله: (بمنزلة لقائه لو كان ملقياً)، إشارةٌ إلى مذهبه.


الصفحة التالية
Icon