..................................
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الضمير لله تعالى، والخبير هو الله تعالى، وعلى الوجه الأخير المراد بالخبير: عبد الله بن سلام، والضمير راجعٌ إلى لفظ ﴿الرَّحْمَنُ﴾، والوجه أن يحمل قوله: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ على معنى التجريد، وأن يكون الضمير لله، ليكون كالتتميم لمعنى العلم الذي يعطيه قوله تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ﴾ إلى قوله: ﴿الرَّحْمَنُ﴾، كما أن قوله: ﴿وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ تتميمٌ لمعنى قوله: ﴿وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ﴾.
بيان الأول ما روى الإمام عن الكلبي: أنه قال: فسل الخبير بذلك، يعني: بما ذكر من خلق السموات والأرض والاستواء فلا يعلمها إلا الله.
وقال محيي السنة: أيها الإنسان، لا ترجع في طلب العلم بهذا إلى غيري.
وبيان الثاني هو: أن قوله: ﴿وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا﴾ وعيدٌ لأعدائه، ووعدٌ بانتصاره منهم، فيكون مؤكداً للأمر بالتوكل، ونحو قوله تعالى: ﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ قولهم: "على الخبير سقطت"، في توكيد أمرٍ يخبر به، وتصديق المخبر.
روى الميداني: أن المثل لمالك بن جبيرٍ العامري، وتمثل به الفرزدق للحسين رضي الله عنه حين أقبل يريد العراق فلقيه وهو يريد الحجاز، فقال له الحسين: ما وراءك؟ قال: "على الخبير سقطت"، قلوب الناس معك، وسيوفيهم مع بني أمية، والأمر ينزل من السماء، فقال الحسين: صدقتني.
المعنى: توكل على الحي الذي لا يموت في جميع أمورك لاسيما في أذى قومك، وما نالك من تكذيبهم وعنادهم، فإن الله تعالى خبيرٌ بأحوالهم، كافٍ في جزاء أعمالهم، وتوكل على المدبر الذي خلق السموات والأرض، ثم استوى على العرش، وهو الرحمن الذي منه


الصفحة التالية
Icon