ألا ترى كيف أمر العباس بأن يحبس أبا سفيان حتى تمرّ عليه الكتائب.
[(وَحُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)].
روي أن معسكره كان مائة فرسخ في مائة: خمسة وعشرون للجنّ، وخمسة وعشرون للإنس، وخمسة وعشرون للطير، وخمسة وعشرون للوحش، وكان له ألف بيت من قوارير على الخشب، فيها ثلاثمائة منكوحة. وسبعمائة سرية، وقد نسجت له الجنّ بساطا من ذهب وإبريسم فرسخا في فرسخ، وكان يوضع منبره في وسطه وهو من ذهب، فيقعد عليه وحوله ستمائة ألف كرسي من ذهب وفضة، فيقعد الأنبياء على كراسي الذهب والعلماء على كراسي الفضة، وحولهم الناس وحول الناس الجنّ والشياطين، وتظله الطير بأجنحتها حتى لا تقع عليه الشمس، وترفع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (ألا ترى كيف أمر العباس بأن يحبس أبا سفيان)، وذلك عند فتح مكة على ما روينا عن الباري، عن عروة بن الزبير بعد ذكر نبذٍ من أخبار أبي سفيان: فأسلم أبو سفيان، فلما سار قال - ﷺ - للعباس: "احبس أبا سفيان عند حطم الجبل حتى ينظر إلى المسلمين"، فحبسه، فجعلت القبائل تمر كتيبةً كتيبةً على أبي سفيان، فمرت كتيبةٌ فقال: يا عباس، من هذه؟ فقال: هذه غفارٌ، قال: مالي ولغفار، ثم مرت جهينة فقال مثل ذلك، ثم مرت سعد بن هذيم فقال مثل ذلك، ثم مرت سليمٌ فقال ذلك، حتى أقبلت كتيبةٌ لم ير مثلها، قال أبو سفيان: من هذه؟ فقال: هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة معه الراية. ثم جاءت كتيبةٌ وهي من أجل الكتائب، وفيهم رسول الله - ﷺ - وأصحابه، وراية النبي - ﷺ - مع الزبير. الحديث.
قوله: (حتى لا تقع) بالرفع، أراد الحال، كقوله تعالى: ﴿وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ﴾


الصفحة التالية
Icon