شكر ما أنعم به عليه من ذلك، وعلى استيفاقه لزيادة العمل الصالح والتقوى.
وحقيقة (أَوْزِعْنِي): اجعلني أزع شكر نعمتك عندي، وأكفه وأرتبطه لا ينفلت عني، حتى لا أنفك شاكرا لك. وإنما أدرج ذكر والديه؛
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: ﴿أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾، قيل: ألهمني، وتحقيقه: أولعني ذلك واجعلني بحيث أزع نفسي عن الكفران.
وقال الزجاج: ﴿أَوْزِعْنِي﴾: ألهمني: وتحقيقه وتأويله في اللغة: كفني عن الأشياء التي تباعد عنك.
فعلى هذا هو كنايةٌ تلويحيةٌ، فإنه طلب أن يكفه عما يؤدي إلى كفران النعمة بأن يلهمه ما به يقيد تلك النعمة من الشكر، وعلى تقدير المصنف: استعارةٌ مكنية بحيث جعل شكر النعمة كالناقة، فطلب أن يجعله كعقاله مرتبطاً إياه. وإليه الإشارة بقوله: "لا ينفلت عني"، والمراد: قيد النعمة باستدامة الشكر والمحافظة عليها. ومنه الحديث: "النعمة وحشية قيدوها بالشكر، فإنها إذا شكرت قرت، وإذا كفرت فرت". وقوله: "احذروا نفار النعم بقلة الشكر، فما كل شاردٍ بمردودٍ".
قوله: (وعلى استيفاقه)، الجوهري: واستوقفت الله، أي: سألته التوفيق. وقال أبو القاسم القشيري: التوفيق ما تتفق به الطاعة، وهو القدرة التي تصلح للطاعة، واختص هذا الاسم بما يتفق به الخير دون الشر عرفًا شرعيًا.


الصفحة التالية
Icon