(سبا)، بالألف كقولهم: ذهبوا أيدي سبا. وهو سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، فمن جعله اسما للقبيلة لم يصرف، ومن جعله اسما للحىّ أو الأب الأكبر صرف. قال:
من سبإ الحاضرين مأرب إذ | يبنون من دون سيله العرما |
الهمزة من غير تنوينٍ، وقنبل: بإسكانها على نية الوقف، والباقون: بالخفض مع التنوين.
قوله: (ذهبوا أيدي سبا)، الجوهري: ذهبوا أيدي سبا، وأيادي سبا، أي: متفرقين، وهما اسمان جعلا واحدًا، مثل: معدي كرب.
الراغب: سبأ: اسم بلدٍ تفرق أهله، ولهذا يقال: ذهبوا أيادي سبأ، أي: تفرقوا تفرق أهل هذا المكان من كل جانبٍ.
روينا في "مسند الإمام أحمد" وفي "سنن الترمذي" و"أبي داود"، عن فروة بن مسيكٍ، أن رجلاً سأل رسول الله - ﷺ -: وما سبأ: أرضٌ أو امرأةٌ؟ قال: "ليس بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولكنه رجلٌ ولد عشرةً من العرب، فتيامن منهم ستةٌ، وتشاءم منهم أربعةٌ، فأما الذين تشاءموا فلخمٌ وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا فالأزد والأشعرون وحمير وكندة ومذحجٌ وأنمار"، فقال: رجلٌ: وما أنمار؟ فقال: "الذين منهم خثعمٌ وبجيلةٌ".
قوله: (من سبأ الحاضرين)، البيت. "الحاضرين": صفة سبأ، و"مأرب" مفعول "الحاضرين"، و"إذ" ظرفه، وقيل: "مأرب" ظرفٌ لـ "الحاضرين" و"إذ" أيضًا. و"العرم": السد يصنع في الوادي لتحبيس الماء.
يمدح رجلًا هو من قبيلة سبأ الحاضرين مدينة مأرب الذين بنوا العرم دون السيل،