أربعون ملكا ولم يكن له ولد غيرها، فغلبت على الملك، وكانت هي وقومها مجوسا يعبدون الشمس.
والضمير في (تَمْلِكُهُمْ) راجع إلى سبإ، فإن أريد به القوم فالأمر ظاهر، وإن أريدت المدينة فمعناه تملك أهلها. وقيل في وصف عرشها: "كان ثمانين ذراعا في ثمانين وسمكه ثمانين". وقيل: "ثلاثين مكان ثمانين"، وكان من ذهب وفضة مكللا بأنواع الجواهر، وكانت قوائمه من ياقوت أحمر وأخضر ودرّ وزمرّد، وعليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق. فإن قلت: كيف استعظم عرشها مع ما كان يرى من ملك سليمان؟ قلت: يجوز أن يستصغر حالها إلى حال سليمان، فاستعظم لها ذلك العرش. ويجوز أن لا يكون لسليمان مثله وإن عظمت مملكته في كل شيء، كما يكون لبعض أمراء الأطراف شيء لا يكون مثله للملك الذي يملك عليهم أمرهم ويستخدمهم. ومن نوكى القصاص من يقف على قوله: (وَلَها عَرْشٌ) ثم يبتدئ (عَظِيمٌ وَجَدْتُها) يريد: أمر عظيم، أن وجدتها وقومها يسجدون للشمس، فرّ من استعظام الهدهد عرشها، فوقع في عظيمة وهي مسخ كتاب الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (نوكى القصاص)، الجوهري: النوك- بالضم-: الحمق. قال:
وداء النوك ليس له دواء
والنواكة: الحماقة، وقومٌ نوكى ونوكٌ أيضًا على القياس، مثل: أهوج وهوج.
قوله: (فر من استعظام الهدهد عرشها فوقع في عظيمةٍ)، قال صاحب "المرشد": ولا


الصفحة التالية
Icon