أن رسول الله ﷺ قال: "أنا ابن الذبيحين". وقال له أعرابي: يا ابن الذبيحين، فتبسم، فسئل عن ذلك، فقال: إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر لله: لئن سهل الله له أمرها ليذبحن أحد ولده، فخرج السهم على عبد الله، فمنعه أخواله، وقالوا له: افد ابنك بمئة من الإبل، ففداه بمئة من الإبل، والثاني إسماعيل". وعن محمد بن كعب القرظي قال: كان مجتهد بني إسرائيل يقول إذا دعا: اللهم إله إبراهيم وإسماعيل وإسرائيل، فقال موسى عليه السلام: يارب، ما لمجتهد بني إسرائيل إذا دعا قال: اللهم إله إبراهيم وإسماعيل وإسرائيل، وأنا بين أظهرهم قد أسمعتني كلامك واصطفيتني برسالتك؟ قال: يا موسى، لم يجبني أحد حب إبراهيم قط، ولا خير بيني وبين شيء قط إلا اختارني، وأما إسماعيل فإنه جاد بدم نفسه، وأما إسرائيل، فإنه لم ييأس من
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (فقال: إن عبد المطلب لما حفر بئر زمزم نذر لله)، روى ابن الجوزي في كتاب "الوفا": أن عبد المطلب قد رأى في المنام: احفر زمزم، ونعت له موضعها، فقام يحفر وليس له ولد يومئذ إلا الحارث، فنازعته قريش، فنذر لئن ولد له عشرة نفر ثم بلغوا أن يمنعوه لينحرن أحدهم لله عند الكعبة، فلما تموا عشرة وعرف أنهم سيمنعونه أخبرهم بنذره فأطاعوه، وكتب كل واحد منهم اسمه في قدح فضرب القدح على عبد الله فأخذ الشفرة ليذبحه، فقامت قريش من أنديتها فقالوا: لا تفعل حتى نعذر فيه، فانطلق به إلى عرافة، فقالت له: كم الدية فيكم؟ قال: عشر من الإبل. قالت: قربوا صاحبكم وقربوا عشرًا من الإبل ثم اضربوا عليه القداح، فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا من الإبل حتى يرضى ربكم، فإذا خرجت على الإبل فقد رضي، ففعلوا حتى بلغ الإبل مئة، فخرج القدح على الإبل فقال عبد المطلب: لا والله حتى أضرب عليه وعليها مرات، ففعل فخرج القدح على الإبل، فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع. وقد ذكر محمد بن هشام صاحب سير النبي ﷺ أبسط من ذلك.


الصفحة التالية
Icon