والكاف رفع؛ خبر بعد خبر، وكذلك ﴿يَغْلِي﴾، وقرئ بالتاء للشجرة، وبالياء للطعام. والْحَمِيمِ الماء الحار الذي انتهى غليانه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كالمهل، والثاني على أنها تصير كالدهان، وهو: إما جمع دهن أو اسم ما يدهن به، ويجب التوافق بينهما، فيصح تفسير "المهل" بدردي الزيت.
هذا الاستدلال في الأصول من باب دلالة النص باستعانة نص آخر، نحو دلالة قوله تعالى: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾ [الأحقاف: ١٥] مع قوله: ﴿حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ﴾ [البقرة: ٢٣٣]: على أن مدة الحمل ستة أشهر.
قوله: (وكذلك ﴿يَغْلِي﴾): أي: مرفوع المحل؛ خبر بعد خبر.
قوله: (وقرئ بالتاء): ابن كثير وحفص: بالياء التحتانية، والباقون: بالتاء. روى الواحدي عن أبي عبيد: أنه اختار الياء، وقال: لأن المهل مذكر، وهو الذي يلي المهل، فصار أولى به للذكر والقرب. وقال أبو علي: لا يجوز أن يحمل الغلي على المهل، لأن المهل إنما ذكر للتشبيه به في الذوب، ألا ترى أن المهل لا يغلي في البطون، وإنما يغلي ما شبه به، وهو كقوله: ﴿كَغَلْيِ الْحَمِيمِ﴾، يعني: الماء الحار إذا اشتد غليانه.
أراد أن هاهنا المشبه واحد، والمشبه به متعدد، شبهت عصارة الشجرة تارة بالمهل في غلظها وكدورتها ونتنها، وأخرى بالماء في انفعالها بالغليان، ومن ثم لم يذهب المصنف إلى إسناد ﴿يَغْلِي﴾ إلى "المهل"، وقال: "تغلي: بالتاء للشجرة، وبالياء للطعام"، وروي في


الصفحة التالية
Icon