عامل النصب في ﴿يَوْمَ تَقُومُ﴾: ﴿يَخْسَرُ﴾، و ﴿يَوْمَئِذٍ﴾ بدل من} يَوْمَ تَقُومُ}.
﴿جاثِيَةً﴾ باركة مستوفزة على الركب، وقرئ: "جاذية"، والجذوّ: أشد استيفازًا من الجثوّ، لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه، وعن ابن عباس: جاثية: مجتمعة، وعن قتادة: جماعات؛ من الجثوة، وهي الجماعة، وجمعها: جثا، وفي الحديث: «من جثا جهنم».
وقرئ: ﴿كُلُّ أُمَّةٍ﴾؛ على الابتداء، و"كل أمة" على الإبدال من ﴿كُلَّ أُمَّةٍ﴾.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقلت: ويمكن أن يقال: إنهم لما قالوا: "ائتوا بآبائنا أن كنتم صادقين" عنادًا وتمردًا، قيل لهم: دعوا آباءكم، فإن القاهر القادر العالم بكل شيء يفعل كيت وكيت، فضلًا عما اقترحتموه، ولكن أنتم جهلاء لا تعلمون ذلك، كما قال: ﴿ومَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ﴾.
ونحوه في الإنكار قوله: ﴿قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآَخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ﴾ [الواقعة: ٤٩ - ٥٠] جوابًا عن قولهم: ﴿أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ﴾ [الواقعة: ٤٧ - ٤٨].
قوله: (من جثا جهنم): النهاية: "في الحديث: "من دعاء الجاهلية فهو من جثا جهنم"، وفي آخر: "من دعا: يا لفلان، فإنما يدعو إلى جثا النار"، والجثا: جمع"جثوة" بالضم، وهو الشيء المجموع، ومنه حديث ابن عمر: "أن الناس يصيرون يوم القيامة جثًا، كل أمة تتبع نبيها"، أي: جماعة". وفي "الفائق": "والجثوة: ما جمع من تراب وغيره، فاستعيرت".