ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يعني بقوله: "أو على الابتداء": على الاستئناف بجملة معربة إعراب نفسها غير مشترك بينها وبين ما قبلها في عامل واحد، ومثلها بقول: "أو هم يسلمون"، ليظهر الفرق بين هذا التقدير والتقدير الأول؛ إذا الجملة الاسمية لا تكون معطوفة على جملة فعلية باعتبار التشريك، ولكن باعتبار الاستقلال".
وقال في "الأمالي": "الرفع فيه وجهان: أحدهما: أن يكون مشتركًا بينه وبين ﴿تُقَاتِلُونَهُمْ﴾ في العطف، والآخر: أن يكون جملة مستقلة معطوفة على الجملة التي قبلها باعتبار الجملة لا باعتبار الأفراد، و ﴿تُقَاتِلُونَهُمْ﴾ فيه معنى الأمر، وإن كان صيغته صيغة الخبر، ولا يستقيم أن يكون مجردًا عن معنى الأمر لأنه يؤدي إلى أن لا ينفك الوجود عن أحدهما لصدق الإخبار، ونحن نرى الوجود ينفك عنهما.
ولا نقول: إنه يمتنع لما تؤدي إليه "أو" من الشك، وذلك في حق العالم باطل، فإنا على يقين نعلم أن "أو" تأتي لأحد الأمرين إذا كان المخبر عنه لا ينفك عن أحدهما، وليس ذلك عن شك، بل عن قطع أنه كذلك، كقولك: الجسم إما أن يكون ساكنًا أو متحركًا، وكذلك ما أشبهه مما يلزم أن يكون على أحد الأمرين في عقليته أو وجوده، وإنما يلزم الشك في الإخبار عن أمر معين في الوجود، وقع أو سيقع على أحد أمرين، فهاهنا قد يتوهم لزوم الشك من المخبر، كقولك: زيد إما مريض وإما معافى.
وإذا ثبت أن ﴿تُقَاتِلُونَهُمْ﴾ في معنى الأمر، فـ ﴿يُسْلِمُونَ﴾: إما في معنى الأمر فيصح المعنى، ويكون المعنى: الواجب عليكم إما القتال وإما الإسلام منهم، وهذا واضح، وعلم أن