والمراد الصغائر من الذنوب. ولا يخلو قوله تعالى: ﴿إلاَّ اللَّمَمَ﴾ من أن يكون استثناء منقطعًا أو صفة، كقوله تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾ [الأنبياء: ٢٢] كأنه قيل: كبائر الإثم غير اللمم، وآلهة غير الله.
وعن أبي سعيد الخدري: اللمم هي النظرة، والغمزة، والقبلة. وعن السدي: الخطرة من الذنب، وعن الكلبي: كل ذنب لم يذكر الله عليه حدًا ولا عذابًا. وعن عطاء: عادة النفس، الحين بعد الحين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي "ديوان الأدب": فلان يزورنا لمامًا، أي: في الأحايين. الجوهري: يقال: بئر ذمة، قليلة الماء وجمعها: ذمام.
قوله: (أو صفة كقوله: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ﴾) قيل: فيه نظر، لأن ﴿كَبَائِرَ الإثْمِ﴾ معرفة، و"غير اللمم" نكرة، اللهم إلا أن يحمل على الجنس نحو قوله: ﴿الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ﴾، وإذا حمل الصفة يكون مثل قول الشاعر:
. إلا الفرقدان
لأن ﴿كَبَائِرَ الإثْمِ﴾ ليس جمعًا منكورًا.
قوله: (عادة النفس الحين) وفي "التيسير": وقيل: اللمم أن لا يصر على ما ارتكبه، بل يبادر بالتوبة عنه، من قولهم: ما يأتينا فلان إلا لمامًا: أي زيارة لا لبث معها، يعني في الحين، أي لا يدوم عليه ولا يعتاده. وروينا عن الترمذي عن ابن عباس عن النبي ﷺ قال: "إن تغفر اللهم تغفر جمًا، ، أي عبد لك لا ألما".


الصفحة التالية
Icon