﴿إنَّ رَبَّكَ واسِعُ المَغْفِرَةِ﴾ حيث يكفر الصغائر باجتناب الكبائر، والكبائر بالتوبة.
﴿فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ﴾ فلا تنسبوها إلى زكاء العمل، وزيادة الخير، وعمل الطاعات، أو إلى الزكاء والطهارة من المعاصي، ولا تثنوا عليها واهضموها، فقد علم الله الزكي منكم والتقي أولا وآخرا، قبل أن يخرجكم من صلب آدم، وقبل أن تخرجوا من بطون أمهاتكم.
وقيل: كان ناس يعملون أعمالا حسنة ثم يقولون: صلاتنا وصيامنا وحجنا، فنزلت، وهذا إذا كان على سبيل الإعجاب أو الرياء، فأما من اعتقد أن ما عمله من العمل الصالح من الله وبتوفيقه وتأييده، ولم يقصد به التمدح، لم يكن من المزكين أنفسهم، لأن المسرة بالطاعة طاعة، وذكرها شكر.
﴿أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى * وأَعْطَى قَلِيلًا وأَكْدَى * أَعِندَهُ عِلْمُ الغَيْبِ فَهُوَ يَرَى * أَمْ لَمْ يُنَبَّا بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى * وإبْرَاهِيمَ الَّذِي وفَّى * أَلاَّ تَزِرُ وازِرَةٌ وزْرَ أُخْرَى * وأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إلاَّ مَا سَعَى * وأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الجَزَاءَ الأَوْفَى * وأَنَّ إلَى رَبِّكَ المُنتَهَى * وأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وأَبْكَى * وأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وأَحْيَا * وأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثَى * مِن نُّطْفَةٍ إذَا تُمْنَى * وأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأُخْرَى * وأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وأَقْنَى * وأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَى * وأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأُولَى * وثَمُودَ فَمَا أَبْقَى * وقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وأَطْغَى * والْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى﴾ ٣٣ - ٥٤].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (فأما من اعتقد أن عمله من العمل الصالح) روينا عن مسلم عن أبي ذر قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت الرجل يعمل العمل من الخير ويحمده الناس عليه؟ قال: "تلك عاجل بشرى المؤمن".