من عرفت حالهم وبلغك وصفهم، كقوله: و"عبد الله عبد الله". وقول أبي النجم:
وشعري شعري....
كأنه قال: وشعري ما انتهى إليك وسمعت بفصاحته وبراعته. وقد جعل ﴿السَّابِقُونَ﴾ تأكيدا. ﴿أُوْلَئِكَ المُقَرَّبُونَ﴾ خبرا، وليس بذاك. ووقف بعضهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستفهاميتان خبران لما قبلهما، بإقامة الظاهر مقام الضمير، ومعناهما: التعجب من حال الفريقين.
قوله: (وشعري شعري)، تمامه:
أنا أبو النجم وشعري شعري.... لله دري ما أجن صدري
تنام عيني وفؤادي يسري.... مع العفاريت بأرض قفر
إنما أوقع "أبو النجم" خبرًا لتضمنه نوع وصفية الكمال واشتهاره به، كما أطلق اسمه بادرت الصفة في الذهن، وهو المراد من قوله: "من عرفت حالهم وبلغك وصفهم"، المعنى: أنا ذلك المعروف الموصوف بالكمال، وشعري هو المشهور في الفصاحة والبلاغة.
وقدر صاحب "المرشد": والسابقون إلى طاعة الله هو السابقون إلى رحمته. وروينا عن الإمام أحمد بن حنبل عن عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتدرون من السابقون إلى ظل الله عز وجل يوم القيامة؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "الذين إذا أعطوا الحق قبلوه، وإذا سئلوه بذلوه، وحكموا للناس كحكمهم لأنفسهم".
قوله: (وليس بذاك) أي: بذاك القول الذي يعول عليه، لأنه يفوت تلك المبالغة


الصفحة التالية
Icon