وشرح له صدورهم ﴿وأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ﴾ بلطف من عنده حييت به قلوبهم.
ويجوز أن يكون الضمير للإيمان، أي: بروح من الإيمان، على أنه في نفسه روح لحياة القلوب به. وعن الثوري أنه قال: كانوا يرون أنها نزلت فيمن يصحب السلطان.
وعن عبد العزيز بن أبي رواد: انه لقيه المنصور في الطواف فلما عرفه هرب منه وتلاها.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول: " اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة، فإني وجدت فيما أوحيت إلى: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا﴾ ". وروي أنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما الثانية: فبذكر القلوب وإثبات الإيمان فيه، ثم التوفيق بتأييدهم بروح من الله، وإدخالهم دار النعيم والخلد المقيم، ثم حلول الرضوان، ورضوان من الله أكبر، وتسميتهم بحزب الله ووسمهم بسمة حقيقة الفلاح والفوز بالمباغي. اللهم اجعلنا من الفائزين وأدخلنا في عبادك الصالحين.
قوله: (بلطف من عنده)، قال القاضي: وهو نور القلب أو القرآن أو النصر على أعداء الله. قال سهل رحمه الله: حياة الروح بالذكر، وحياة الذكر بالذاكر، وحياة الذاكر بالمذكور.
قوله: (وعن عبد العزيز بن أبي رواد)، ويروى "وراد" ويروى "رواح"، ولعل الصحيح الأول، قال صاحب "الكاشف" في كتاب "أسماء الرجال في معرفة من له ذكر في الكتب الستة": عبد العزيز بن أبي رواد _بفتح الراء وتشديد الواو_ مولى المهلب بن أبي صفرة، روى عن عكرمة وسالم، وكان ثقة عابدًا معمرًا مات سنة ثلاثين ومئة.


الصفحة التالية
Icon