وقال لهم: " إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وشاركتموهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم يقسم لكم شيء من الغنيمة"، فقالت الأنصار: " بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها" فنزلت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الراغب: خصاص البيت: فرجه، وعبر عن الفقر الذي لم يسد بالخصاصة، كما عبر عنه بالخلة، والخص: بيت من قصب أو شجر، وذلك لما ترى فيه من الخصاصة، قال: وسمي انثلام الحال خصاصًا وخصاصةً على التشبيه، كما سمي انثلامًا واختلالًا وشعثًا، وخصصت فلانًا وخصني أوليته خصاصتي نحو: خللته وقولهم: وقفتهم على عجري وبجري، وخصان الرجل: خلانه، ثم جعل الخاص مقابلًا للعام في التعارف.
قوله: (بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها فنزلت)، والأصح: أنها نزلت في أنصاري اسمه أبو طلحة، على ما روينا عن البخاري مسلم والترمذي عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إني مجهود، فأرسل إلى بعض نسائه، فقالت: والذي بعثك بالحق، ما عندي غلا ماء، ثم أرسل إلى أخرى، فقالت: مثل ذلك: وقلن كلهن مثل ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضيفه يرحمه الله؟ " فقام رجل من الأنصار يقال له: أبو طلحة، فقال: أنا يا رسول الله، فانطلق به إلى رحله، فقال لامرأته: هل عندك شيء؟ قالت: لا، إلا قوت صبياني، قال: فعليهم بشيء ونوميهم، فإذا دخل ضيفنا فأريه أنا نأكل، فإذا أهوى بيده ليأكل فقومي إلى السراج كي تصلحيه فأطفئيه، ففعلت، فقعدوا فأكل الضيف، وباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد عجب الله"_ أو "ضحك الله"_ "من فلان وفلانة".


الصفحة التالية
Icon