فإن قلت: كيف يفسر ذكر الله بالخطبة وفيها ذكر غير الله؟
قلت: ما كان من ذكر رسول الله ﷺ والثناء عليه وعلى خلفائه الراشدين وأتقياء المؤمنين، والموعظة والتذكير فهو في حكم ذكر الله، فأما ما عدا ذلك من ذكر الظلمة وألقابهم والثناء عليهم والدعاء لهم، وهم أحقاء بعكس ذلك، فمن ذكر الشيطان، وهو من ذكر الله على مراحل.
وإذا قال المنصت للخطبة لصاحبه: "صه" فقد لغا، أفلا يكون الخطيب الغالي في ذلك لا غيا؟ ! نعوذ بالله من غربة الإسلام ونكد الأيام.
أراد الأمر بترك ما يذهل عن ذكر الله من شواغل الدنيا،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بلا شك، فذلك لم يكن في خطبة الجمعة، وعادة العرب الخطب في المهمات.
الجوهري: أرتج على القارئ، على ما لم يسم فاعله: إذا لم يقدر على القراءة، كأنه أطبق عليه، كما يرتج الباب، أي: يغلق.
قوله: (من ذكر الظلمة وألقابهم)، الانتصاف: الدعاء للسلطان الواجب الطاعة مشروع بكل حال، فقيل لبعض السلف: تدعو لسلطان ظالم؟ قال: إن ما يدفع الله ببقائه أعظم مما يدفع بزواله، لاسيما إذا ضمن الدعاء صلاحه وسداده.
الإنصاف: الذي قاله الزمخشري هو الذي قاله صاحب "الشامل" عن مذهب الشافعي، وهو الأليق والأشبه بسيرة الخلفاء الراشدين، فلا اعتبار بالعذر عما يتورط في أمثاله.
قوله: (إذا قال المنصت للخطبة لصاحبه: صه، فقد لغا)، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم


الصفحة التالية
Icon