وقيل: ما يوجب كون الشيء حيا، وهو الذي يصبح منه أن يعلم ويقدر. والموت: عدم ذلك فيه، ومعنى خلق الموت والحياة: إيجاد ذلك المصحح وإعدامه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستعمل لتأكيد كونه تعالى ملكًا ومالكًا، كما يقال: بيد فلان الأمر والنهي، والحل والعقد".
والقرينة الثانية دالة على القدرة الكاملة الشاملة، ولو اقتصر على القرينة الأولى، لأوهم أن تصرفه مقصور على تغير أحوال الملك كما يشاهد من تصرف الملاك المجازي؛ فقرنت بالثانية ليؤذن بأنه عز سلطانه قادر على التصرف، وعلى إيجاد الأعيان المتصرف فيها، وعلى إيجاد عوارضها الذاتية وغيرها، ومن ثم عقب ذلك الوصف بالوصف المتضمن للعوارض، وهو قوله: ﴿الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ والْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك: ٢] إلى آخره. وأما مسألة أن المعدوم شيء فمها لا يهمنا الآن.
قوله: (وقيل: ما يوجب كون الشيء حيا، وهو الذي يصح منه أن يعلم ويقدر)، قال صاحب "التقريب": الحياة ما به الإحساس، أو ما به العلم والقدرة، ولا يفسر بما يوجب كون الشيء حيًا لئلا يلزم منه الدور.
قوله: (والموت عدم ذلك)، الانتصاف: مذهب القدرية أن الموت عدم، واعتقاد أهل السنة أنه أمر وجودي يضاد الحياة، وكيف يكون عدمًا وقد وصف بكونه مخلوقًا، وعدم الحوادث أزلي؟ ولو كان المعدوم مخلوقًا للزم وقوع الحوادث أزلًا، وهو ظاهر البطلان.


الصفحة التالية
Icon