وقرأ علي وابن الزبير وجماعة (جنة المأوى)، أي: ستره بظلاله ودخل فيه. وعن عائشة: أنها أنكرته وقالت: من قرأ به فأجنه الله.
﴿مَا يَغْشَى﴾ تعظيم وتكثير لما يغشاها، فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله: أشياء لا يكتنهها النعت ولا يحيط بها الوصف.
وقد قيل: يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت على كل ورقة من ورقها ملكًا قائمًا يسبح الله". وعنه عليه الصلاة والسلام: "يغشاها رفرف من طير خضر". وعن ابن مسعود وغيره: يغشاها فراش من ذهب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (جنة المأوى"، أي: سترة بظلاله، ودخل فيه)، يعني: رسول الله صلى الله عليه وسلم، سترة المأوى ودخل هو فيه، قال أبو البقاء: ويقرأ: "جنة" على أنه فعل، وهو شاذ، والمستعمل: أجنة.
وقلت: ولهذا قالت أم المؤمنين: من قرأ به فأجنه الله تعالى، أي جعله مجنونًا، أو جعله في الجنن، أي: القبر، تقول العرب: أجن الله جبلتك، وأجنه الله، فهو مجنون، من الشواذ.
قوله: :(رفرف)، النهاية: الرفرف: البساط، وقيل: ما كان من الديباج وغيره رقيقًا حسن الصنعة، ثم اتسع فيه.
قوله: (يغشاها فراش من ذهب) عن ابن مسعود قال: لما أسري برسول الله ﷺ انتهي به إلى سدرة المنتهى، وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها، فيقبض منها، قال: ويغشى السدرة ما يغشى، قال: فراش من ذهب، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي. قوله: (يغشاها فراش من ذهب) عن ابن مسعود قال: لما أسري برسول الله ﷺ انتهي به إلى سدرة المنتهى، وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرض، فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها، فيقبض منها، قال: ويغشى السدرة ما يغشى، قال: فراش من ذهب، أخرجه مسلم والترمذي والنسائي.


الصفحة التالية
Icon