[(إنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا • حَدَائِقَ وأَعْنَابًا • وكَوَاعِبَ أَتْرَابًا • وكَاسًا دِهَاقًا • لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا ولا كِذَّابًا • جَزَاءً مِّن رَّبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا) ٣١ - ٣٦].
(مَفَازًا) فوزاً وظفراً بالبغية. أو موضع فوز. وقيل: نجاة مما فيه أولئك. أو موضع نجاة. وفسر المفاز بما بعده. «والحدائق»: البساتين فيها أنواع الشجر المثمر. و «الأعناب»: الكروم. و «الكواعب»: اللاتي فلكت ثدييهن، وهن النواهد. و «الأتراب»: اللدات. «الدهاق»: المترعة. وأدهق الحوض: ملأه حتى قال: قطني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أي: لا يخافون أن يُحاسبوا، كناية عن أنهم كانوا ينكرون البعث إنكاراً بليغاً، ثم عظم شأن تكذيبهم رسل الله ووحيه بصيغة التعظيم وأكده بقوله: كذاباً، التفت إليهم قائلاً: فذوقوا أيها الجاحدون المكذبون ذلكم الغساق والحميم، وليس لكم عندي سوى المزيد من أنواع العذاب، هذا كما تشكو إلى الناس جانباً، ثم تقبل عليهم إذا حميت في الشكاية مواجهاً بالتوبيخ والذم وإلزام الحُجة. وأما فائدة الاعتراض بقوله: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا﴾ فللإشعار بأن تكذيبهم البعث والرسل والكتب، إنما نشأ من اعتقادهم أنه تعالى لا يعلم جُزيئات أعمالهم وأعمال الرسل، فلا حساب ولا بعثة ولا كتاب.
قوله: (فلكت ثُديهن)، الجوهري: "فلك ثدي الجارية تفليكاً، وتفلك: استدار".
قوله: (والأتراب: اللدات)، الجوهري: "لدة الرجل: تربه، والهاء عوض من الواو الذاهبة من أوله؛ لأنه من الولادة".
قوله: (حتى قال: قطني)، أنشد الزجاج:
امتلأ الحوض وقال قطني مهلاً رويداً قد ملأت بطني
قطك هذا الشيء، أي: حسبك، وقطني وقطي، وإنما دخلت النون ليسلم السكون الذي بُني الاسم عليه، وهذه النون إنما تدخل الفعل الماضي إذا دخلت ياء المتكلم، نحو: ضربني،


الصفحة التالية
Icon