إذ لم يشكروا نعمة الإبداء وكذبوا بالاعادة، وقرئ: (يبدأ). (الوَدُودُ) الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود: من إعطائهم ما أرادوا. وقرئ: (ذى العرش) صفة لربك، وقرئ: (المجيد) بالجر صفة للعرش. ومجد الله عظمته. (فَعَّالٌ) خبر مبتدأ محذوف. وإنما قيل: فعال؛ لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (الفاعل بأهل طاعته ما يفعله الودود)، أي: استعار لذاته صفة الودادة على سبيل التمثيل، قال الإمام: "الودود: المحب، وهو قول أكثر المفسرين، قال الكلبي: الودود: المتودد إلى أوليائه بالمغفرة والجزاء. وقال الأزهري: يجوز أن يكون الودود فعولاً بمعنى مفعولاً، كركوب وحلوب، يعني أن عباده الصالحين يُحبونه لما عرفوا من كماله في ذاته وصفاته وأفعاله، وكلتا الصفتين مدح، لأنه تعالى إذا أحب عباده المخلصين فلإفضاله، وإن أحبوه فلجزيل إحسانه".
قوله: (وقُرئ: "المجيد" بالجر)، حمزة والكسائي، والباقون: بالرفع.
قوله: (خبر مبتدأ محذوف)، وعن بعضهم: كأنه فصله لفصل المجرورين والتنكير، وقلت: إنما فصله لأنه كالفذلكة للأوصاف السابقة والخاتمة لها، ونُكرت لضرب من التعظيم، يتلاشى عنده الأوهام والعقول.
قوله: (وإنما قيل: فعال، لأن ما يريد ويفعل في غاية الكثرة)، "الانتصاف": "لا فاعل إلا هو، وبهذا تنتظم الآية، فإن أكثر ما أراد الله تعالى عند المعتزلة لم يكن تعالى الله عن ذلك، وهب أنا أعرضنا عن أدلتنا، أليس قوله تعالى: ﴿فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ﴾ يقتضي العموم، وأنه تعالى يفعل ما يريد؟ ".


الصفحة التالية
Icon