ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال الإمام: "إنه كما يجب تنزيه ذاته وصفاته عن النقائص، يجب تنزيه الألفاظ الموضوعة لها عن الرفث وسوء الأدب".
وقال القاضي في "شرح المصابيح": "قال مشايخنا: التسمية هو اللفظ الدال على المسمى، والاسم هو المعنى المسمى به"، كما أن الوصف قد يطلق ويراد به اللفظ، كذلك الاسم يطلق ويراد به المسمى، إطلاقاً لاسم الدال على المدلول، وعليه اصطلحت النحاة. ويدل على أنه للمعنى دون اللفظ قوله تعالى: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾، و ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن: ٧٨]، وقوله: ﴿مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا﴾ [يوسف: ٤٠]؛ فإن من المعلوم أن عبدة الأصنام ما عبدوا اللفظ وإنما عبدوا المسمى.
وقالت المعتزلة: الاسم هو التسمية دون المسمى. قال حجة الإسلام: "الاسم هو اللفظ الدال على المعنى بالوضع لغة، والمسمى هو المعنى الموضوع له، والتسمية: وضع اللفظ وإطلاقه".
وقال الراغب: "ما ذكر من الخلاف في أن الاسم، هل هو المسمى أو هو غيره؟ كلاهما صحيح؛ فإن من قال: إن الاسم وهو زيد أو عمرو هو المسمى، نظر إلى قولهم: رأيت زيداً، وزيد رجل صالح، فإن زيداً هاهنا عبارة عن المسمى، والرؤية به تعلقت. ومن قال: هو غير المسمى، نظر إلى نحو قولهم: سميت ابني زيداً، وزيد اسم حسن، فإنه عنى أني سميت ابني بهذا اللفظ، وأن هذا اللفظ محكوم عليه بالحُسن. فإذن، قولك: زيد حسن، لفظ مشترك يصح أن يعني به أن هذا اللفظ حسن، وأن يعنى به أن المسمى حسن. وأما تصور من قال: لو كان الاسم هو المسمى، لكان من قال: النار أحرقت فمه، فهو بعيد، لأن عاقلاً لا يقول: إن زيداً الذي هو زاي، وياء، ودال، هو الشخص".