فضحك وقال: «إن كان وسادك لعريضاً»، وروى: «إنك لعريض القفا! إنما ذاك بياض النهار وسواد الليل»؟ قلت: غفل عن البيان، ولذلك عرّض رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم قفاه، لأنه مما يستدل به على بلاهة الرجل وقلة فطنته. وأنشدتنى بعض البدويات لبدوى:
عَرِيضُ القَفَا مِيزَانُهُ فِى شِمَالِهِ | قَدِ انْحَصَّ مِنْ حَسْبِ القَرَارِيِط شَارِبُهْ |
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: "عريض الوسادة" كناية تلويحية، فإن عريض الوسادة مشعر بعريض القفا، وعريض القفا مشعر بالبلاهة، وعريض القفا: كناية رمزية.
قوله: (بعض البدويات)، قيل: هي أم كردس خادم المصنف.
قوله: (ميزانه في شماله) كناية عن الحمق، انحص شعره وشاربه: إذا تجرد وانحسر، والحاسب إذا أمعن في الحساب وتفكر فيه عض على شفتيه وشاربه.
قوله: (فيما روي عن سهل) الحديث رواه البخاري مع تغيير يسير.