كأنه قيل: ولباس التقوى المشار إليه خير. ولا تحلو الإشارة من أن يراد بها تعظيم لباس التقوى، أو أن تكون إشارةً إلى اللباس المواري للسوأة، لأنّ مواراة السوأة من التقوى، تفضيلاً له على لباس الزينة.
وقيل: "لباس التقوى" خبر مبتدأ محذوف، أي: وهو لباس التقوى، ثم قيل: (ذلك خيرٌ). وفي قراءة عبد الله وأبيّ: "ولباس التقوى خيرٌ"، وقيل: المراد بلباس التقوى: ما يلبس من الدروع والجواشن والمغافر وغيرها مما يتقى به في الحروب. وقرئ: "ولباس التقوى" بالنصب عطفاً على (لباساً وريشاً).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال أبو البقاء: "يجوز ذلك على تأويل المذكور أو المشار إليه".
وقال صاحب "الكشف": "كأنه قيل: المشار إليه خير، كما تقول: زيد هذا قائم".
قوله: (تعظيم لباس التقوى)، لأن المشار إليه قريب، و"ذلك" موضوع للبعيد، كقوله: (الم (١) ذَلِكَ الكِتَابُ) [البقرة: ١ - ٢].
قوله: (أو أن تكون إشارةً إلى اللباس المواري): عطف على مجموع قوله: "وارتفاعه" إلى آخره، من حيث المعنى، أي: يجوز أن يكون (ذلك) إشارة إلى (ولباس التقوى) على الوجهين المذكورين، أو أن يكون إشارة إلى اللباس المواري، ويكون إما صفة والخبر: (خير"، أو الجملة خبر. وصح لأن اللباس المواري عين لباس التقوى. وإليه الإشارة بقوله: "لأن مواراة السوأة من التقوى".
قوله: (تفضيلاً له): مفعول له. والفعل المعلل معنى قوله: "أن تكون إشارة" أي: أشير إلى اللباس المواري تفضيلاً له على لباس الزينة.


الصفحة التالية
Icon