..................................
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الآثار من السلف الصالح، نظر: هل يستقيم دليله أم لا؟ كما روى محيي السنة عن ابن عباس: "إن الله بدأ خلق بني آدم مؤمناً وكافراً كما قال الله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ) [التغابن: ٢] ثم يعيدهم يوم القيامة على ما خلقهم: مؤمناً وكافراً"، وقال سعيد بن جبير: "كما كتب عليكم تكونون". وقال محمد بن كعب: "من ابتدأ الله خلقه على الشقاوة صار إليها، وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ خلقه على السعادة صار إليها وإن عمل بأعمال أهل الشقاوة".
ويؤيده ما روينا عن الترمذي، عن عمرو بن العاص، قال: خرج علينا رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي يده كتابان، فقال: "أتدرون ما هذان الكتابان؟ " قلنا: لا يا رسول الله. فقال للذي في يده اليمنى: "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبداً". ثم قال للذي في شماله: "هذا كتاب من رب العالمين، فيه أسماء أهل النار، وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، فلا يزاد فيهم، ولا ينقص منهم أبداً". فقال أصحابه. ففيم العمل يا رسول الله، إن كان الأمر قد فرغ منه؟ فقال: "سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة، وإن عمل أي عمل. وإن صاحب النار يختم له بعمل أهل النار، وإن عمل أي عمل". ثم قال - أي: أشار - رسول الله صلي الله عليه وسلم بيديه، فنبذهما، ثم قال: "فرغ ربكم من العباد: فريق في الجنة، وفريق في السعير".


الصفحة التالية
Icon