وفي قراءة الحسن وغيره: يا بشري بالياء مكان الألف، جعلت الياء بمنزلة الكسرة قبل ياء الإضافة، وهي لغة للعرب مشهورة سمعت أهل السروات يقولون في دعائهم: يا سيدي وموليّ. وعن نافع: يا بشراي بالسكون، وليس بالوجه لما فيه من التقاء الساكنين على غير حدّه، إلا أن يقصد الوقف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: ("يا بشري")، قال ابن جني: "هي قراءة أبي الطفيل والجحدري، ورويت عن الحسن، وهذه لغة فاشية فيهم".
قوله: (جعلت الياء بمنزلة الكسرة)، قال الزجاج: "إن ياء الإضافة تغير ما قبلها، ولا يتبين معها الإعراب، فإذا كان قبلها ألف فالاختيار أن لا تغير، وبعض العرب يبدل معها ياء، فيكون بدلها بمنزلة تغير الحرف قبلها"، هذا الذي عناه المصنف بقوله: "جعلت الياء بمنزلة الكسرة"، يعني: في التغيير، قال أبو علي: "إن ما يضاف إلى الياء يحرك بالكسرة إذا كان الحرف صحيحاً، نحو: غلامي وداري، فلما لم تحتمل الألف الكسرة، وقربت الألف من الياء بقلبها إليها، كما كان الحرف يكون مكسوراً، والألف قريبة من الياء، فلذلك يبدل كل واحد منهما بالآخر".
قوله: (أهل السروات)، النهاية: "السرو: محلة حمير، وفي حديث عمر: "ليأتين الراعي سروات حمير"، المعروف في واحد "سروات" سراة".