(أَكْرِمِي مَثْواهُ) اجعلي منزله ومقامه عندنا كريماً، أي: حسناً مرضياً، بدليل قوله (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) [يوسف: ٢٣] والمراد تفقديه بالإحسان وتعهديه بحسن الملكة، حتى تكون نفسه طيبة في صحبتنا، ساكنة في كنفنا. ويقال للرجل: كيف أبو مثواك وأم مثواك لمن ينزل به من رجل أو امرأة، يراد: هل تطيب نفسك بثوائك عنده، وهل يراعي حق نزولك به؟
واللام في (لِامْرَأَتِهِ) متعلقة بـ"قال"، لا بـ (اشتراه).
(عَسى أَنْ يَنْفَعَنا) لعله إذا تدرّب وراض الأمور وفهم مجاريها، نستظهر به على بعض ما نحن بسبيله، فينفعنا فيه بكفايته وأمانته. أو نتبناه ونقيمه مقام الولد، وكان قطفير عقيماً لا يولد له، وقد تفرس فيه الرشد فقال ذلك. وقيل: أفرس الناس ثلاثة: العزيز حين تفرس في يوسف، فقال لامرأته (أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسى أَنْ يَنْفَعَنا)،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (بحسن الملكة)، يقال: فلان حسن الملكة: إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه.
قوله: (لمن ينزل به)، أي: للمضيف، أي: يقال للمضيف الذي يراعي حق الضيف إذا كان رجلاً: أبو مثوى الضيف، وإذا كان امرأة: أم مثواه، نزل الضيف- في طيبة نفسه وسكونه عند المضيف إذا كان يقوم بمراعاة حقه، ويشفق عليه شفقة الوالد- منزلة الولد، ثم كني بالمنزل والمقام عنه؛ رفعة لمنزلته وكرامة له، كما يقال: المجلس العالي، ولهذا قال: "تكون نفسه طيبة في صحبتنا، ساكنة في كنفنا".
قوله: (تدرب وراض الأمور)، الجوهري: "درب بالشيء ودردب به: إذا اعتاده وضري به، ورجل مدرب؛ أي: مجرب، وقد دربته الشدائد حتى قوي".