(وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) وأنذرهم بوقائعه التي وقعت على الأمم قبلهم: قوم نوح وعاد وثمود. ومنه أيام العرب لحروبها وملاحمها، كيوم ذي قار، ويوم الفجار، ويوم قضة وغيرها، وهو الظاهر. وعن ابن عباس رضي الله عنهما: نعماؤه وبلاؤه؛ فأما نعماؤه فإنه ظلل علل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المنَّ والسلوى، وفلق لهم البحر، وأما بلاؤه فإهلاك القرون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (وملاحمها)، الجوهري: الملحمة: الوقعة العظيمة في الفتنة.
"يوم ذي قار": يوم لبني شيبان، وكان أبرويز أغزاهم جيشاً، وهو أول يوم انتصرت فيه العرب من العجم.
و"الفجار": يوم من أيامهم، وهي أربعة أفجرة؛ كانت بين قريش ومن معها من كنانة وبين قيس عيلان في الجاهلية، وكانت الدبرة على قيس، وإنما سميت هذه الحرب فجاراً؛ لأنها كانت في الأشهر الحرم.
و"يوم قضة"- بكسر القاف وفتح الضاد المعجمة المخففة: موضع كانت به وقعة تحلاق اللمم.
قوله: (وهو الظاهر)، أي: وحمل "الأيام" على معنى الوقائع هو الظاهر، لأن التذكير بالأيام أكثر ما يستعمل في التخويف والإنذار كما سبق.
وأما دليل ابن عباس على قوله: "نعماؤه وبلاؤه": فهو قوله: (صَبَّارٍ شَكُورٍ)، وكذا


الصفحة التالية
Icon