ممنوعا، لا يمنعه من عاصٍ لعصيانه.
[(انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا)].
(انْظُرْ) بعين الاعتبار (كَيْفَ) جعلناهم متفاوتين في التفضل. وفي الآخرة التفاوت أكبر، لأنها ثواب وأعواض وتفضل، وكلها متفاوتة. وروى أن قوما من الأشراف فمن دونهم اجتمعوا بباب عمر رضي الله عنه، فخرج الإذن لبلالٍ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوله: (لأنها ثواب وأعواض وتفضل، وكلها متفاوتة)، الضمير في "أنها" مبهم، يفسره ما بعده، كقوله تعالى: (إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا) [الأنعام: ٢٩]، قال: "هذا ضميرٌ لا يعلم ما يعني به إلا ما يتلوه من بيانه"، إلى قوله: "لأن الخبر يدل عليها". ويجوز أن يكون المضاف محذوفاً، أي: أفعال الآخرة، يعني: أفعال الله في الآخرة مع العبد ثواب وأعواض وتفضل.
وفي بعض الحواشي الوارد على أصولهم: أفعال الله تعالى اليوم لا تخلو من صلا وإصلاح ولطف، وأفعاله غداً على سبيل الجزاء إما ثواب أو عوض أو تفضل، فالصلاح ضد الفساد، وكل ما عري عن الفساد سُمي صلاحاً، وهو: الفعل المتوجه إلى الخير من قوام العالم، وبقاء النوع عاجلاً، والمؤدي إلى السعادة السرمدية آجلاً. والأصلح، وهو إذا كان صلاحان أو خيران، وكان أحدهما أقرب على الخير المطلق فهو الأصلح. واللطف: هو وجه التيسير إلى الخير، وهوا لفعل الذي علم الرب سبحانه وتعالى أن العبد يطيع عندهن وليس في مقدور الله لطف وفعل لو فعله لأمن الكفار. ثم الثواب هو: الجزاء على أعمال الخير، والعوض هو: البدل عن الفائت، كالسلامة التي هي بدل الألم، والنعم التي هي في مقابلة البلايا والمحن والرزايا والفتن، والتفضل هو: إيصال منفعة خالصة إلى الغير من غير استحقاق، يستحق، أي: الله، بذلك حمداً وثناء ومدحاً وتعظيماً، ووصف بأنه محسن مجمل، وإن لم يفعله لم يستوجب بذلك ملاماً وذماً.
قوله: (وروي أن قوماً من الأشراف فمن دونهم اجتمعوا بباب عمر رضي الله عنه)،


الصفحة التالية
Icon