قالوا: ربكم أعلم بذلك، لا طريق لكم إلى علمه، فخذوا في شيء آخر مما يهمكم. والورق: الفضة، مضروبة كانت أو غير مضروبة. ومنه الحديث أنّ عرفجة أصيب أنفه يوم الكلاب فاتخذ أنفا من ورق فأنتن، فأمره رسول الله ﷺ أن يتخذ أنفا من ذهب. وقرئ: بورقكم، بسكون الراء والواو مفتوحة أو مكسورة. وقرأ ابن كثير: (بورقكم) بكسر الراء وإدغام القاف في الكاف. وعن ابن محيصن أنه كسر الواو وأسكن الراء وأدغم، وهذا غير جائز لالتقاء الساكنين لا على حده. وقيل: المدينة طرسوس. قالوا: وتزوّدهم ما كان معهم من الورق عند فرارهم: دليل على أنّ حمل النفقة وما يصلح المسافر هو رأى المتوكلين على الله، دون المتكلين على الاتفاقات وعلى ما في أوعية القوم من النفقات. ومنه قول عائشة رضي الله عنها - لمن سألها عن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قالوا ذلك فلما نظروا إلى طُولِ أظفارهم وأشعارهم قالوا هذا، ثم لما علموا أن الأمر مُلتبسٌ لا طريق لهم إلى علمه أخذوا فيما يهمهم وقالوا: (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ).
قوله: (يوم الكلاب)، النهاية: الكلابُ، بالضم والتخفيف: اسم ماءٍ، وكان به يومٌ معروف من أيام العرب، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب": هو عرفجة بن أسعد بن صفوان التميمي، أصيب أنفه يوم الكُلاب في الجاهلية، فاتخذ أنفاً من ورق فأنتن، فأمره رسول الله ﷺ أن يتخذ أنفاً من ذهب.
قوله: (وقرئ: "بورقكم")، أبو بكر وأبو عمرو وحمزة: بإسكان الراء، والباقون: بكسرها.


الصفحة التالية
Icon